الخطوط الكبرى للبروباغندا الماسونيّة ضدّ شباب تونس على فايسبوك

jeudi 18 février 2010 ·

بسم الله الرحمان الرّحــيم

علينا أن نفهم قبل كلّ شيء أنّ أغلب الصّفحات المشبوهة على موقع فايسبوك لا تعمل بانفراد، بل يوجد بينها ترابط وثيق بما أنّها تطبّق نفس الأجندا الماسونيّة الّتي يدعمها الصّهاينة على شبكة الانترنات و يُقصون كلّ من يتفطّن إليها أو يحاول كشفها للآخرين. فكما تعرفون، تمّ غلق صفحتنا الأولى بعد 5 أيّام من إنشائها، والثانية بعد أسبوع تقريبا.
سأركّز في هذا المقال على ما استنتجته من تحرّكات بعض هذه الصّفحات المشبوهة التي تستهدف التّونسيّين بدرجة أولى وخاصّة المراهقين الذين يمثّل أغلبهم 'فريسة' سهلة للعملاء الذين يشرفون على هذه المجموعات والصفحات

ينقسم المخطّط الماسوني ضدّ شباب تونس على الفايسبوك إلى 4 خطوط رئيسيّة تختلف وسائل تنفيذها من صفحة لأخرى، ولكنّها تلتقي في أهدافها الدّنيئة و ارتباط المشرفين عليها و تنسيقهم مع بعضهم البعض من أجل إنجاحها

الخــطّ الأوّل: أكذوبة 'الهويّــة الأمازيغيّة' البديلة

يعلم الجّميع أنّ تونس نسيج من الثّقافات والحضارات التي امتزجت على مرّ العصور لتكوّن هويّة متفرّدة يندر وجودها، وهي هويّتنا التّونسيّة التي نفتخر بها اليوم ونتميّز عن باقي الشّعوب والمجتمعات، إلاّ أنّ الإشارة إلى اللغة العربيّة كلغة رسميّة في الفصل الأوّل من الدّستور التّونسي تثير غضب العملاء الموالين للصّهاينة، فحقدهم على كلّ ماهو عربي يجعلهم يحاولون نشر ما يسمّونها 'اللغة الأصليّة لشمال إفريقيا' (التيفيناغ) على شبكة الانترنات بطريقة تثير الضّحك، فما الفائدة من تعلّم لغة تستعملها قلّة من سكّان المغرب والجزائر؟ أليس أنفع للتّونسيّين أن يهتمّوا بلغات حيّة تمكّنهم من استعمال وسائل الاتصال الحديثة والتّواصل مع أكبر عدد ممكن من سكّان العالم، كاللغة الانجليزية مثلا التي يتقنها أكثر من 70 بالمئة من سكّان العالم؟

كما أنّ هدف الصّفحات التي تنسب تونس للأمازيغ واضح وضوح الشّمس، فعندما نقرأ وصف هذه الصّفحات نجد ادّعاءات بـ'حفظ الثقافة الأمازيغيّة من الاندثار' ، لكن عندما نطّلع على محتوى هذه الصّفحات نجد نفس الشيئ: شتم العرب ونعتهم بالتخلّف والكبت الجنسي، اتهام كلّ من يخالفهم الرّاي بالتعصّب و'الارهاب' و الجّهل وعدم الالمام بتاريخ تونس، وطبعا الاتّهام بـ'المساهمة في طمس الثّقافة الأمازيغيّة' التي ظهرت فجأة سنة 2010

إنّ هذه الأساليب العنصريّة والهمجيّة لا تمتّ للتّونسيّين بصلة، فمن يحاول زرع فتنة عرقيّة بيننا ليس منّا، وعلى جميع التّونسيّين الحذر من هؤلاء الذين يلتحفون برداء 'المحافظة على الارث الأمازيغي' ، فالدّولة التّونسيّة لها وزارة خاصّة تُعنى بالثّقافة والمحافظة على التّراث، وعلى كلّ من يريد أن يساهم في حفظ تراث تونسيّ - سواء كان أمازيغيّا أو فينيقيّا أو عربيّا أو غيره - أن يتوجّه إلى هذه الوزارة أو أحد هياكلها، لا أن ينشر القلاقل والاشاعات المغرضة التي تمسّ أمن واستقرار تونس ووحدة مواطنيها


الـــخطّ الثـــاني: إضعاف الوازع الدّيـــني والأخــلاقي

انتشرت منذ سنة تقريبا أشباه المدوّنات والصّفحات التي تروّج للإلحاد بين شباب تونس، ويدّعي العملاء القائمون عليها أنّهم 'مفّكرون أحرار'، متذرّعين في نشرهم للبذاءات والسّخرية من الدّين بحرّية التعبير، وهم أوّل من يقمع هذه الحرّية بطرد من يخالفهم الرّاي من صفحاتهم أو السّخرية منه ونعته بالجّهل. وهنا علينا أن نسأل أنفسنا: إن كان كلّ هؤلاء 'ملحدين' (والملحد هو من لا يؤمن بأيّ دين)، فما سبب استهدافهم للاسلام دون غيره؟ هل شاهدتم أحدهم يسخر من المسيحيّة مثلا أو اليهوديّة؟ هذا لا يعني أنّي أدعوهم للسخرية من هذه الأديان، ولكنّ اصرارهم على المسّ بمعتقدات المسلمين وتحريف آيات قرآنيّة والتهكّم من السيّرة النبويّة الشّريفة يجعل نواياهم شديدة الوضوح: هؤلاء ليسوا ملحدين وإنّما متنصّرون وصهاينة إسلاموفوبيّون يهدفون إلى زعزعة الإيمان بالله ورسوله لدى شباب تونس، وأكبر دليل على ذلك هو تطابق ما ينشرون من افتراءات مع سموم القمّص المصري زكريّا بطرس التي ينسخونها من منتديات البالتوك ومواقع التّنصير

يساند هؤلاء 'المفكّرين الأحرار' شرذمة ممّن لا شغل لهم على الفايسبوك سوى نشر الرّذيلة بين شبابنا رافعين صورة تقول 'تونس أوّلا' زورا وبهتانا، وهنا أقصد صفحة 'توانسة عيّاشة' التي تنشر فيديوهات تشجّع على الممارسات السّحاقية والشّذوذ وصورا تحرّض على استهلاك الكحول. هذه الصّفحة طالعتنا مؤخّرا بخبر مشاركة تونسي في احياء 'ذكرى الهولوكوست' محاولة أن تفرش البساط للتّطبيع مع الكيان الصّهيوني، والأمر ليس صدفة، إذ أنّ اضعاف الوازع الدّيني ليس سوى مرحلة من مراحل التّطبيع بدعوى التّعاطف مع الانسان أيّا كان، وهنا أسأل: لماذا لا نجد أيّ اشارة للذكرى الأولي لمجزرة غزّة في صفحة توانسة عيّاشة؟ أليس من قُتلوا في تلك المحرقة الفوسفوريّة بشرا أيضا؟

هذا دون أن نذكر الصّفحات العقيمة التي ينشرونها هنا وهناك من نوع 'أعمل الخير توّ تـ*ـرى فيه' و'من أجل تسكير جـ**ـبات بنات تونس' والتي وإن بدت لبعضكم اعتباطيّة ودون هدف فهي ليست سوى امتداد لموجة الرّذيلة التي ينشرها أعداء تونس


الــخـــــــــطّ الثــالـــــــــث: التّــنصــير


كان التّنصير - ولا يزال - هدفا أساسيّا للجّهات الاستعماريّة الّتي تبقى لديها دائما رغبة متأجّجة في التّدخّل في شؤون مستعمراتها السّابقة. ولنا في الجّزائر الشّقيقة خير مثال، إذ يعترف الكثير من المتنصّرين باستلامهم مبلغ 5000 يورو مقابل اعتناقهم للدّيانة المسيحيّة، كما لا يـُخفي آخرون حصولهم على عقود عمل في الخارج أو امتيازات مادّية أخرى. 

عصابات التّنصير هذه ليست سوى حلقة من حلقات السّلسلة الماسونيّة العاملة بطريقة 'فرّق تسُدْ' ، فالمعروف هو أن الماسونيّين يعملون على اشعال الفتن بين الطّوائف الدّينيّة في الدّول التي يستهدفونها، وإن لم يجدوا هذه الطّوائف فإنّهم يسعون لخلقها بمختلف الوسائل.

اذهبوا إلى أيّ 'بروفيل' لمتنصّر تونسي وسترون كيف يتواجد في كلّ صفحات 'الأمازيغ' وكيف يتابع 'المفكرين الأحرار' ويساعدهم بالتعليقات والصّور، و هذا كلّه ليس صدفة، فالهويّة الأمازيغيّة الوهميّة التي يختلقونها اختلاقا تساعدهم في التكيّف مع الأكاذيب التي صدّقوها ويسعون لإقناع غيرهم بها، والاسلام الذي يساعدون 'المفكرين الأحرار' في تشويهه هو دين الأغلبيّة التي يحقدون عليها والتي اختارت التمسّك به رغم كلّ الإغراءات 


الخـــــــطّ الـــــــرّابـــــــــع: الاسـتـقواء بأطراف أجنـــبــيّة لتمرير الأكـــاذيب

هذه المرحلة هي الأقذر والأشدّ خطورة، فبعد ريبة التّونسيّين في المراحل التي أسلفت ذكرها، وإثر عجز العملاء عن جمع العدد المطلوب من مناصري قضايا وهميّة اختلقوها لتمرير أجندا ماسونيّة واضحة، التجأ هؤلاء الخونة إلى أجانب حتّى يعطوا حجما ورواجا لأكاذيبهم 

فعلى سبيل المثال، قاموا بإنشاء صفحة تدّعي 'الدّفاع عن المسيحيّين المضطهدين في المغرب والجزائر وتونس' ، وجميعنا نعلم أن لا وجود لاضطهاد للمسيحيّين في تونس، فالدّستور التّونسي يكفل للمواطن حريّة المعتقد ما لم يخلّ بالأمن العام. إن كانوا يتحدّثون عن المتنصّرين الذين قاطعتهم عائلاتهم بعد اعتناقهم للمسيحيّة فهذا لا يعني تونس في شيء حتّى يُزجّ باسمها في صفحة مشبوهة كتلك، لا تجد فيها سوى الفرنسيّين والبروفيلات الوهميّة المشتركة في صفحات الأمازيغ طبعا

وكمثال آخر، تعُجّ صفحة 'تونس أمازيغيّة' التي أنشأها العميل الصّهيوني الذي يسمّي نفسه 'أحمد إيزام' بالمغربيّين والجزائريّين والحسابات الوهميّة الّتي أنشأها مع شركائه في خيانة الوطن من أجل إيهام من يزورهم بوجود 'حضارة أمازيغيّة في طور الإندثار في تونس' وإقناعه بالمساهمة في نشر تلك الأكاذيب المغرضة والاّ اتهموه بانكار 'أصله الأمازيغي' و نعتوه بـ'العروبي الجاهل الموالي للبعثيّين والوهابيّين' قبل طرده من صفحتهم 

ليس من الذّكاء أن نتجاهل هؤلاء فهم ينتشرون بيننا كالسّرطان عافانا وعافاكم الله. أرى أنّ الحلّ في الوقت الحالي هو فضحهم قبل أن يستعمل أسيادهم أكاذيبهم تلك ويدّعوا أنّهم 'أقلّيات عرقيّة وطائفيّة مُضطهَدة تجب مساندتها'، حتّى يتسنّى لهم التدخّل في شؤون تونس والتشدّق بمناصرة الحرّيات الفرديّة والجّماعيّة 


في ختام هذا المقال أودّ أن أشكر كلّ من ساندوا هذه الصّفحة بالإنضمام إليها ودعوة أصدقائهم، وأحيّي فيهم يقظتهم وأدعوهم إلى تنبيه كلّ من يعرفونه من الصّفحات المشبوهة التي ذُكرت في الأعلى. وليغلق الفايسبوك صفحتنا مرّة أخرى فسنفتتح موقعنا الخاصّ في الأسبوع القادم بإذن الله ونمدّكم بالرّابط لاحقا 

عـــاشت تونس حــرّة مستــقلّة


Related Posts with Thumbnails

Guide de vos sorties

compteur gratuit