تائه بين تونس 7 و نسمة

mercredi 24 février 2010 ·

إضافة الى حالة التوهان العامة التي يعانيها التونسيون لأسباب يستحيل حصرها, فان حالة خاصة تعتري المشاهد التونسي لدى متابعته لقناتين من قنواتنا الثلاثة والنصف ( مع الاعتذار لتونس 21 ) وهما تونس 7 و نسمة.
قناتنا العامة مازالت تتفنن في تهشيم أذاننا بكم هائل من الكلمات الخشبية التي انتهت صلاحيتها منذ سنوات والتي صدعت رؤوسنا ولا تقال إلا خلال الاجتماعات الروتينية ليتلوها التصفيق الحار. 
وهي لا تخاطب إلا نفسها ومسؤوليها فقط حتى هجرها التونسيون ولا يعودون لمشاهدتها إلا عند بث مباريات من بطولتنا التعيسة أو عندما يحل سامي الفهري ببضاعته التلفزيونية. ولم تستطع التخلي عن خطابها الجاف المستهلك عبر منوعاتها وملفاتها ونشراتها الاخبارية. وحتى تعليقها الرياضي من خلال استعمال استوديوهات جنائزية ولغة ركيكة وعناوين لا يشاهدها إلا نفر قليل ك "نسمة صباح" و "متابعات" "والبرنامج الكارثي المسمى "العشوية ...
أما نسمة ورغم الصورة التلفزيونية المتطورة, فإنها لم تجد إلى حد الآن هوية محددة رغم بعدها المغاربي المعلن, ويسبب المزج بين العربية والفرنسية وثلاثة لهجات مغاربية نشازا للأذان رغم وجود لغة توحدنا وانتمائنا لرقعة العربية. وفي اعتقادي المتواضع أن الفرنسية المستعملة بكثرة في المنوعات والأفلام لن تغري مشاهدي دول أوروبا الفرنكفونيين لهجرة الألاف من قنواتهم لهفة لمشاهدة قناتنا المغاربية.
ويضاف الى ذلك أن هذا الخطاب الاعلامي غير مرحب به لدى المشاهد العربي الذي ادعى كثيرا عدم فهمنا وجهله بخصوصياتنا كمنطقة مغاربية يعتبرها الكثيرون منفصلة جيوغرافيا واعلاميا عن العالم العربي, وهو غير مرحب به أيضا لدى دولتين مغاربتين هما ليبيا و موريطانيا اللتان لا تعترف بهما نسمة كثيرا وكأنهما لا تنتميان إلى هذا المغرب الكبير الذي تتكلم القناة باسمه, رغم أنها قدمت مادة تلفزيونية مغايرة لتلك التي "أتحفتنا" وما تزال تتحفنا بها القنوات المغاربية الحكومية.
لهذا سيبقى المشاهد تائها بين اعلام جامد ممل واعلام مستنسخ وغريب عنه نوعا ما ليضطر للجوء إلى قنوات أخرى لا تتحدث عنه ولا تهمها قضاياه ولكنها أشد وطأة عليه من قنواة بلده...
حمدي مسيهلي

Source: babnet

Related Posts with Thumbnails

Guide de vos sorties

compteur gratuit